هذه صورة صورتها لصديقي لويدجي Luiggiأثناء أقامتي في روما



شكرا يا أخي الكريم محمد ورد علي هذه التحية الحارة و التقدير , و تقديرى لذكاؤك الأبداعي , فأنت عندك حق بأن الردود تتسم بالتشابه , هذا ليس في المشاراكات فقط و أنما توجد في الحياه العامة في المجتمعات العربية , ا أعتقد أن هذا غير مقصود , و يعود الي الطريقة أوالأسلوب الذى تعودنا عليه في مجتمعاتنا , و هي عبارة عن ردود قصيرة و متشابهة و لكنها تحمل في جوانبها الشعور العاطفي و الأنساني الذى يفتقر اليه مجتمعات الغرب.

سوف أحكي لك حكاية ظريفة . بينما كنت أدرس الفنون في أكاديمية الفنون في روما في ايطاليا , كان لي صديق ايطالي أسمه ( لويدجي Luiggi) أتي هو أيضا من مدينة Katania كاتاني( جنوب أيطاليا )في صقلية ا لدراسه الفنون , و بما أننا كنا غرباء في روما , بمعني أني أتيت من مصر و هو أتي من صقلية فأرتبطنا ببعضنا كأصدقاء , و عندما سافرت أنا الي مصر في أجازتي المدرسية و عودتي الي روما , فكان صديقي هذا لويدجي قد سألني بحب و شغف: كيف حالك و كيف حال مصر ؟ فقلت له : ( (Bene .. tutti bene أى بما معناه كويس ..كله كويس , أو بالمعني الباطني آخر الذى أشعر به ( الحمد لله ) . فنظر لي بترقب و هو ينتظر ماذا سوف أقول بعد ذلك , ولكني لم أقل شيئا سوى هذا . فقال لي : ما هذا يا شوقي , يجب أن تقول شيئا . قلت له : ماذا ؟ قال : يجب أن تذكر شيئا عن رحلتك , الحمد لله فقط هذه ¸ لا تكفي ؟ فضحكت .

و عند نزولي الي مصر في أجازتي التالية : ألتقيت مع صديقي عدنان في الأسكندرية : و عند لقائي به و أثناء جلوسنا في المكان الذى تعودنا أن نجلس فيه , قلت له أزيك ياعدنان , أخبارك ايه ؟ , قال لي الحمد لله , فتذكرت ما قاله لي صديقي لويدجي , فقلت له يجب أن تقول شيئا , قال : ماذا ؟ قلت : يعني تقول حاجة عن أخبارك الفنية مثلا و أخبار فنك ايه و أخبار الفنانين في مصر أيه ؟ أو أى حاجة تانية فنظر لي بأبتسامة و مضي يرتشف القهوة من فنجانه .

أما في أجازتي الثالثة , فألتقيت كالعادة مع صديقي عدنان : فقلت له . أزيك يا عدنان ؟ كيف حالك ؟
فنظر الي بأبتسامة و قال لي: لما رجعت من الشغل النهاردة أتغديت و قاعدت قدام التليفزيون , كان البرنامج اللي بأتفرج عليه ممل , فأستنيت واحد من أخواتي يدخل الغرفة , فلما دخل (علي) قلت له غير القناه دى لو سمحت , فغيرها !!!!
ثم نظر لي بأبتسامته المألوفة و قال : كدة كويس ؟!!
فضحكت و قلت , طبعا كويس ..

هكذا هي علاقات الأشخاص ببعض في الثقافة العربية , هذا ليس نقد , فالتحية العربية ذات روح عاطفية و أنسانية غنية جدا , أعتقد أنها ليس لها مثيل في الثقافات الأخرى , و رد التحية أيضا يحمل نفس الشعور , و لكن يجب أن يكون متطورا بالحوار ,
فالتعبير عن التقدير و الأمتنان يجب أن يتفسر ب (كيف) , كيف يكون هذا جميلا , و كيف يكون هذا ممتعا.... و هكذا .
شكرا علي الحوار , و مع تحياتي و تقديرى ,

شوقي عزت